Abstract:
يعدّ الشاعر محمود سامي البارودي (1839م-1904م) رائدا للنهضة في الأدب العربي الحديث؛ إذ جدّد أسلوب
الشعر، واتخذ قوالب القدماء في الصياغة والأسلوب، وص ّب المعاني من تجاربه الذاتية وأحداث عصره حيث
عايش أحداثا جساما؛ من مشاركته بالحروب، وثورته ضد الحكومة الفاسدة، ومقاومته ضد الاستعمار الأجنبي،
ومعاناته تجربة النفي. فلجأ إلى الوطنية المصرية التي كان هدفها إنشاء رابطة عاطفية بين المصري ووطنه مع
الحفاظ على الرابطة الدينية التي تربط بالخلافة العثمانية. قام الباحث بهذه الدراسة استكشافا لما ُو ِّجه إلى الشاعر
من التشكيك والانتقاد بأنه لم يخلص في وطنيته المصرية، ولم يخرج في آثاره الأدبية من موضوعات عصره.
فيهدف إلى تعريف أثر شخصية البارودي من خلال دوره في الشعر الوطني، ومناقشة الدوافع التي أدته إلى
تناوله للأشعار الوطنية، وتسليط الضوء على أبرز الفنون الوطنية في أشعاره التي عالج فيها مشاكل عصره،
وإبراز أهم الخصائص الفنية لها، وذلك اعتمادا على المنهج الوصفي والتحليلي. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى
أن الشاعر أخلص في وطنيته المصرية؛ إذ ساعدها بموهبته الشعرية الفذّة حيث عالج فيها قضايا عصره، مما
جعل الشاعر البارودي ثائرا وشاعرا وطنيا مصريا يحب وطنه. فقد ت َو ّصل الباحث أيضا إلى كشف بعض من أهم
الخصائص الفنية لأشعاره الوطنية