Abstract:
نظرا لعدم تحديد الإسلام سنا معينا للزواج، سواء للذكر أم للأنثى، فقد كان هذا الموضوع محلا للخلاف
بين الفقهاء المتقدمين والمتأخرين، على أن قوانين الأحوال الشخصية لمعظم الدول العالمية عامة، والدول
العربية والإسلامية خاصة قد حددت السن الأدنى القانوني للزواج فيجب مراعاة ذلك السن قبل الإقدام
على عقد الزواج، وهذا يختلف من دولة إلى أخرى، فسن الزواج في أمريكا هي 18للذكور والإناث،
ويسمح للمسلمين بالزواج في سن 16للذكور و 12للإناث، وسن الزواج في ليبيا 20سنة للذكور والإناث،
وفي السعودية وافق مجلس الشورى السعودي أخيرا على الضوابط المنظمة لزواج القاصرين، ومن بينها
منع عقد النكاح تماما لمن لم يتم 15عاما من الجنسين، وذلك في عام .2019أما في سريلانكا فقد صدر
قانون الأحوال الشخصية لعام ،1951وهذا القانون لم يحدد سن الزواج بالنسبة للمسلمين، مما كان سببا
رئيسا لنشوب الخلاف بين أوساط الحقوقيين وغيرهم من الناشطين المدنيين، على أن هذا القانون تم
تعديله بتحديد سن الزواج للمسلمين من قبل البرلمان، حيث يمنع القانون الجديد عقد النكاح تماما لمن لم
يتم 18سنة، وذلك في عام .2019وفي هذه الورقة يحاول الباحث تسليط ضوء الشريعة على مسألة تحديد
سن الزواج، وذلك لبيان موقف الإسلام من هذا الموضوع الحساس على مر التاريخ، متبعا في ذلك
المناهج البحثية المعتمدة المتمثلة في المنهج الاستقرائي: ويتمثل في تتبع المسائل محل البحث في مواقعها.
والمنهج الوصفي: وذلك بدراسة الظواهر والمشكلات العلمية، ومن ثم الوصول إلى تفسيرات منطقية لها
دلائل وبراهين تمنح الباحث القدرة على وضع أطر محددة للمشكلة ذات الصلة بالموضوع