Abstract:
إن تأصيل مفهوم الجهاد في الإسلام قد أضاف ميزة فريدة لهذا الدين العظيم، إذ صار وسيلة لوصول
الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى. وحيثما يُذكر الجهاد في الوقت الحاضر يراد بهذا المعنى القتال، ولكن
الجهاد في سبيل الله يجري في جبهتين اثنتين: الأولى موجهة إلى الداخل. والأخرى موجهة إلى الخارج،
ويمكننا أن نع ّرف كلاً من الجهادين بالآتي: إن مجاهدة النفس عبارة عن عملية إيصال الإنسان إلى ذاته
وإلى ربه. أما الجهاد الآخر فهو الموجه إلى الخارج وهو عملية إيصال الآخرين إلى ذواتهم وإلى ربهم.
ويطلق على الأول "الجهاد الأصغر" وعلى الثاني "الجهاد الأكبر "، حيث إن الإنسان بالأول يبلغ معرفة
نفسه بعد اجتيازه العقبات بينه وبين نفسه حتى يبلغ معرفة الله ومحبة الله والذوق الروحاني. أما بالثاني
فيتحقق به إزالة الموانع بين الإنسان والإيمان بالله سواء بالنضال أو القتال، لإيصاله إلى الله تعالى، وقد
يعّرف الجهاد عند أعداء الإسلام وبعض المسلمين أي ًضا أنه القتل لغير المسلمين فقط، ولكن المفهوم من
الجهاد أعم كما سيشرح الباحث في هذا المقال المختصر، وتضمن هذا المقال ثلاث مطالب: المطلب
الأول: تعريف الجهاد، المطلب الثاني: مفهوم الجهاد في رحاب القرآن والسنة. المطلب الثالث: حكم
الجهاد في البلاد الذي يعيشون فيها المسلمون أقلية ومتى يجب عليهم، وذلك بالإعتماد على المنهج
الوصفي التحليلي، وتوصل الباحث لجملة من النتائج أهمها: أن الجهاد بمعناه اللغوي لا يقتصر على القتال
بل يتعداه إلى الجهاد بالنفس أو المال أو الكلمة، كما أن الجهاد بمعنى القتال ليس على إطلاقه بل لابد من
توفر شروطه وضوبطه التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية