Abstract:
تعّد الصورة الشعرية من أهم المفاهيم النقدية التي خضعت للبحث في الدراسات الأدبية، لأن فاعلية الشعر معتمدة
على الصورة التي توحي بالأفكار والمشاعر، كما أن المصطلح يشير إلى الصور التي يتم تكوينها في العقل بواسطة
اللغة، ويحتوي على أشكال بلاغية؛ وقد حظي التشبيه من بينها موضع اهتمام كبير عند الدارسين، ولحذف الوجه
والأداة فيه يكون التشبيه البليغ في أرقى أنواعه من الناحية الفنية. ويهدف الباحث في هذا المقال العلمي إلى تقديم
تعريف موجز عن حياة الشاعر أحمد شوقي (1969م-1932م،) والصورة الشعرية وأنماطها ومن ثم دراسة التشبيه
البليغ في القصائد الوطنية لأحمد شوقي، معنيا برصد المصادر والتقانات التي وظّفها الشاعر لتشكيل الصور التشبيهية
البليغة، وذلك بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي الفني. وتوصل الباحث إلى أن الصور التشبيهية البليغة التي
صاغها الشاعر كانت تخضع لأهم أنماطه: نمط يكون المشبه به خبرا لمبتدأ أو ما أصله مبتدأ، ونمط يوظّف فيه المشبهُ
به حالا أو مفعولا به أو مفعولا مطلقا مبيّنا للنوع، ونمط آخر يش ّكل فيه المشبهُ به مضافا والمشبه مضافا إليه. وأما
بالنسبة إلى مصادر التصوير فمصادر الطبيعة أكثرها تسجيلا، على الرغم من أنه استمد الصوَر في بعض تشبيهاته
من المصادر الثقافية والعناصر الدينية. كما التجأ الشاعر في تشبيهاته إلى تشبيه المحسوس بالمحسوس أكثر من تشبيهه
للمجرد بالمجرد، إضافة إلى أنه في بعضها تبادل بين محسوس ومجرد، فأبد َع في خلق التشخيص والتجسيم والتجريد.