Abstract:
الواجبات الكفائية يف نظر اإلسالم هي سبب بقاء اجملتمع ومنائه، وهبا تتحقق اخلريية والتنمية االجتماعية املستدامة،
وإن التخلف الذي مين به اجملتمع املسلم سببه يتمثل يف غياب مفهوم الواجبات الكفائية بشكل عام، أو اقتصار
مفهومها وميداهنا على الواجبات اليت نؤديها جتاه املوتى من جتهيز وتكفني وصالة ودفن، فانكما مدلول الو اجبات
الكفائية أو غياب أبعادها، وانعدام املسؤولية الشرعية عنها، والثواب العظيم بأدائها، وشيوع الروح السلبية التواكلية
يف فهمها والتعاطي هلا إشكالية تعاين منها اجملتمعات املسلمة. وال رقي للمجتمع إال مبعرفة أمهية الواجبات الكفائية
وأدائها على ما تتحقق به الكفاية. والكفاية ال تتحقق إن مل تتوفر الكفاءة املتطلبة. فتحقيق الواجبات الكفائية
يتطلب توفر الكفاءات يف جماالت متعددة. هتدف هذه الدراسة إىل إزالة املفهوم اخلاطئ عن الواجبات الكفائية
بإعطاء صورة صحيحة عنها، وبيان مدى أمهيتها يف رقي اجملتمع املسلم من خالل الشروط اليت تلزم مراعاهتا عند
أدائها. ويتم توظيف املنهج التحليلي واملنهج االستقرائي يف الدراسة، وهلذا الغرض تقسم الدراسة إىل مقدمة وثالثة
مباحث وخامتة: املبحث األول يف تعريف الواجب الكفائي وأقسامه. واملبحث الثاين يتحدث عن مقاصد الواجبات
الكفائية. وأما املبحث الثالث فمخصص لبيان أمهية الواجبات الكفائية يف رقي اجملتمع. وخيلص البحث إىل أن
الواجبات الكفائية يف اإلسالم تتجدد بتجدد حاجات اجملتمع ومصاحله، وأن إحياء هذه الواجبات هو الطريق إىل
خلق جمتمع مرتاص، وهو الطريق إىل أن يلعب كل إنسان دوره يف بناء اجملتمع، وهو الطريق إىل إعداد املتخصصني
يف كل جماالت احلياة. ويوصي اجملتمع املسلم باالهتمام بالواجبات الكفائية اهتمامه بالواجبات العينية.